نتيجة القتال العنيف في ولاية الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما زال مواطنون سودانيون يُحاولون الفرار، إما لخارج البلاد عبر دول مجاورة، أو داخلها كالواصلين الى إقليم جبال النوبة.

إذاعة صوت المجتمع واكبت هذا الحدث والتقت مجموعة من النازحين وبثت مقابلات معهم. المواطنة أماني محمد التي نزحت من مدينة الخرطوم أبدت أسفها الشديد من المشاهد المروعة من قتلى وجرحى في شوارع العاصمة، وأحيائها، علاوة على أصوات القصف الجوي والبري واطلاق النار والدمار الذي أصاب البنية التحتية.
أما المواطنة مريم إبراهيم، فتحدثت عن صعوبة الحياة والأوضاع المعيشية بعد إندلاع الحرب، ما أدى إلى فرارهم إلى جبال النوبة حيث موطنهم الأصلي بحثاُ عن الملاذ الأمن.
أما الطالبة مواهب يوئيل آدم أجاويد التي تدرس في جامعة بحري، فإنها عبّرت عن عميق حزنها على المشاهد الكارثية والمأساوية التي شاهدتها بعينها، ولم تتوقع يوماً ما أن تجد الشباب قتلى وجرحى بهذه الطريقة العبثية، ولم تصدق بأنها ستصل إلي الجبال سالمة.
كما تأثرت مواهب بمعاناة الأطفال والعجزة طوال رحلة الفرار.
أما المواطن شوقي فرج الله القادم من مدينة بورتسودان، فتقطعت به السبل لولاية الخرطوم وصادف جولات الحرب العنيفة. وأكد شوقي أن مدينة أم بده أهدأ نسبياً من ناحية العنف المسلح. وأجمع النازحون بأن الإستقبال كان حاراً من إخوتهم في كاودا.
وعلى الصعيد نفسه، أوضح الأستاذ حامد موسي المدير الإقليمي للوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير أن الحرب غير المتوقعة في الخرطوم أدت إلى نزوح أعداد كبيرة إلى الإقليم، لافتاً الى عقده إجتماعاً طارئاً مع المنظمات الوطنية، وتشكيل عدة لجان للمقاطعات لجمع المعلومات الأولية.
وأشار موسى الى وصول 25 أسرة إلى كاودا، وهناك أفواج أخرى في طريقها إلى الإقليم. واستعرض أهم التحديات التي تواجههم وشملت عدم توافر المقومات لإستيعاب الفارين وإنتشار معسكرات إيواء خاصة بهم. كما أوضح أن شعب الإقليم “مفضال وسيرحبون بأخواتهم واخوانهم الفاريين بمنازلهم”.
وفي الختام، ناشد المدير الإقليمي للوكالة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير، المنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني، تقديم يد العون والمساعدات اللازمة.