وصل إلي مدينة كاودا (عاصمة السودان الجديد)، أعداد كبيرة من المواطنين الفارين نتيجة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأفاد عدد من الواصلين لكاودا أن رحلتهم من الخرطوم استغرقت أكثر من أسبوع بسبب قلة وسائل التنقل وعدم توافر وقود، علاوة على مخاوف أصحاب المركبات من السير ليلاً، مع كثرة نقاط التفتيش وانتشار القوات على امتداد الطريق. وبحسب مصادر في كاودا، بلغ عدد الأسر التي وصلت حتى الآن، مئتين، وهناك مئات الأسر عالقة في الطريق.

ويُعاني الفارون من ظروف صحية عديدة نتيجة عدم تناولهم غداء لأيام. وأكد الفارون أن هناك مجموعات كبيرة من المواطنين عالقين في الطرقات ويحتمل وصولهم كاودا مشياً على الاقدام خلال اليومين المقبلين. ووصف الكاتب الصحفي جاتيقو اموجا دلمان وصول الفارين الى كاودا بأنه أمر طبيعي. وقال إن المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان هي الجغرافية الوحيدة في السودان التي لا يوجد بها قتل ولا ترويع ولا نهب هذه الأيام. وأكد أن الحرب بين الجيش والدعم السريع كانت متوقعة بسبب حالة التعبئة والتعبئة المضادة وانصراف هذه القوات من مهامها الدستورية وانشغالها بالفعل السياسي وتوزيع ولائها على نخب المركز وقواه السياسية. وأضاف دلمان أن القوى السياسية لا تمتلك مشروع وطني لمعالجة أزمات السودان وتركت مصير المواطن والوطن رهينة لصفقات ومصالح المحاور الإقليمية.